في مدينتي

 

كان أستاذاً للغة العربية ، وكان يستخدم كلمات أخجل أنا أن أتفوه بمثلها ، كنا نسأله أن يسلمنا أوراق الاختبارات الفصلية ،لكي نرى علاماتنا ، وكان ذلك قراره الشخصي ، لا دخل للإدارة به ،لكن عندما كنا نطلب منه ذلك ،كان يفاجئنا بفصاحته التي لا حدود لها ويقول لنا عبارته الشهيرة والمعهودة التي تنم عن فهم عميق للأدب العربي وتقدير لمكانته كأستاذ ومربي للأجيال وعن قدرته اللامحدودة على تنسيق الكلمات ،تمكنه من أن يصبح مغني راب محترف أو على الأقل كاتب كلمان لهذا النوع من الموسيقى  ،وعبارته الشهيرة تلك كانت ((الخرا لا يصدق حتى يرى ))

our school

الجدير بالذكر أنّ هذا الخرا ….عفوا … عفوا …هذا الأستاذ أصبح رئيس شعبة لأحد الأحزاب الوليدة في مدينتي ،لا أدري

 

ماذا سنتوقع من هكذا نموذج لا يحتذى به على الإطلاق ،ولا أعلم ماذا وجدوا بقيادة هذا الحزب الذي ولد بعد الحرب في البلد في هكذا شخص ، ألا يفترض أن يكون هناك من هم مؤهلون أكثر من هذا ليكونوا قادة محليين ،بعد كل ما مرّ بنا من نكبات .لكن لا ليس الهدف من كل ذلك إلا المظاهر والسرقة والظهور ،كم نحن شعب عاشق للمظاهر ،فارغ من الأعماق ،كلامي غير عمومي لكنه السمة الطاغية

كُتِبت هذه الخاطرة لوصف الحال في مدينة ومجتمع الكاتب

مهند يوسف سليمان

Text by Mohanad Solaiman from Syria

14\3\2019

Bild:copyright privat