Siehe auch : ZORN UND BLUT AM NIL

الاستبداد والوطن

الاستبداد
Fear of the Dark

أنا من وطن بقدر ما أردت التمسك به، بقدر ما أراد أن يلفظني على هامش الأرض، وليس ذلك من قسوة أرضه أو جفاء حجارته، ولكن من استبداد حكامه وجهل معظم سكانه

كما يعزز ذلك العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فالمحكومين يتذللون للحاكم اتقاء لبطشه وطمعا لفتاته، وهكذا يداومون على إرضاءه وإشباع شهواته، ويتخذون التنزه عن تعرية نزواته مذهبا

ولازال الحكام الظلمة وأعوانهم يسوسون العباد بسياستين، فإما يسيسون من الدين ما يشاؤون من سور وأحكام فيتوهم الغافلين أنهم يقيمون شريعة الله ويعملون بالحق

أو يصبغون على الدين حللا من مكر دهاليز السياسة، فيتوه العوام في أمور دينهم وحالهم عن النهوض نصرة للعدل والمطالبة لتحصيل المستحقات

ولا زال الظّلام في وطني يوما بعد يوم يتعاقبون، فلا ينبغ من الغلمان صبي إلا أفسدوا حاله، ولا يشتد من الفتيان فرد إلا غرروا عصمته

 

وهم لا يعينون عالما ولا يتبعون فقيها.. ومن نصح لهم بالحق أقعدوه، ومن مدح جبروتهم وسطوتهم رفعوه

 

واني لا أرى نفسي بين من حالهم كهذا الحال وأخلاقهم كهذه الأخلاق، إلا معذبا مصلوب ومكروها مذموم

هذا الواقع الأليم الذي تعيشه بلداننا كان ولا زال منذ ما يربو على المئة عام

أريد أن أعطي إشارة صغيرة أنني قرأت كتاب المفكر عبد الرحمن الكواكبي والمشهور ب طبائع الاستبداد قبل الشروع بكتابة هذا المقال

فهذا الكتاب هو كنجم الشمال في الليل والشمس في النهار، يبقى بعد ذلك أن أقول إن الحلول والقضية التي كانت تشغل بال الكواكبي هي وليدة زمانه وعصره ومعتقداته وقد أجاد طرح فكرته وتفنيد تشعباتها

ومن وجهة نظري أن الحلول تختلف حسب الأبعاد الزمانية والمكانية والاجتماعية لكل عصر، وتختلف أيضا باختلاف وجهات النظر وعمق الدراسة وإجادة البحث حول أسباب المشكلة

 

كتب هذا النص علي ، أحد اللاجئين السوريين

This text is written by Ali , one of the Syrian Refugees

 

Bild:stuart anthony CC